ثانوية واد العبيد التأهيلية بفم الجمعة تحتفي باليوم العالمي للفلسفة

نظمت ثانوية واد العبيد التأهيلية بفم الجمعة إقليم أزيلال، ندوة فكرية تحت عنوان: فيم تفيد الفلسفية اليوم؟ وجاءت الندوة في سياق احتفاء نادي المواطنة وحقوق الإنسان باليوم العالمي للفلسفة الذي يصادف ثالث خميس من شهر نونبر من كل سنة.

وافتتحت الندوة بالنشيد الوطني، تلته كلمة السيد مدير المؤسسة، والتي اعلن فيها عن افتتاح قاعة الأنشطة وأيضا انطلاق تنفيذ برنامج الأنشطة التربوية بالمؤسسة. إضافة إلى إلقائه كلمة شكر لكل الذين ساهموا من قريب أو من بعيد في إنجاح هاته التظاهرة الفكرية.

بعده، تفضل الأستاذ خالد العنِكري باعتباره أستاذا لمادة اللغة العربية بثانوية وادي العبيد التأهيلية  بتأطير الندوة من خلال بسطه لسياق الإعلان عن اليوم العالمي للفلسفة من طرف اليونيسكو وايضا تبيانه لما للفكر الفلسفي من أهمية وراهنية.

وبعدها تفضل الأستاذ محمد المغراوي  وهو أستاذ لمادة الفلسفة بثانوية وادي العبيد التأهيلية، تفضل بإلقاء كلمة شكر لكل من ساهم في إنجاح الندوة، ليشرع بعد ذلك في مداخلته والتي هنونها ب: فيم يمكن أن تفيد الفلسفة المتعلم؟ والتي تناول فيها أهمية الفلسفة بالنسبة للمتعلم سواء على مستوى ما يتلقاه من معارف مدرسية، أو على مستوى ذاتية المعلم، أو على مستوى علاقة المتعلم في علاقته بالآخر في محيطه التربوي. وأيضا تطرق الأستاذ إلى دور الفلسفة فيما يتعلق بالمحيط السوسيو-الثقافي للمتعلم. إضافة إلى ذلك حاول الأستاذ توجيه بعض الأسئلة النقدية لمادة الفلسفة تمحورت حول مدى تحقق رهاناتها وأهدافها. ليختتم بقولة لارسطو: إن أفضل هدية يمكن أن تقدمها لصديق هي دعوته للتفلسف.

وبعد ذلك، تفضل الأستاذ منصف بنخطاب وهو أستاذ لمادة الفلسفة بثانوية وادي العبيد التأهيلية، تفضل بعرض فلسفة الفيلسوف الفرنسي إدغار موران التربوية، انطلاقا من مداخلة غاية في الأهمية اتخذ لها عنوان: "تربية المستقبل: قراءة في فلسفة إدغار موران التربوية: الثقوب المعرفية في المنظومة التربوية الحالية". وقد عرض في هذه المداخلة أهم الفراغات التي تصاحب عملية التعليم والتعلم في عصرنا الحالي انطلاقا من منجز إدغار موران في مجال التربية.

ليتفضل بعد ذلك تفضل الأستاذ جمال لعفو وهو الآخر أستاذ لمادة الفلسفة بنفس الثانوية، تفضل بإثارت أحد القضايا الفلسفي الهامة، وهي المتعلقة بالفلسفة التطبيقية. من خلال مداخلة اختار لها الأستاذ عنوان "أية مهام للفلسفة اليوم: قراءة في مبحث الفلسفة التطبيقية وفلسفة الفعل"؛ والتي حاول من خلالها الوقوف عند أهم الإشكالات الفلسفية الراهنة، والمتعلقة بأزمة العلوم وحقوق الإنسان وقضايا البيئة...

وبعد مداخلات أساتذة مادة الفلسفة بثانوية وادي العبيد التأهيلية، ألقت التلميذة بنفس الثانوية، التلميذة سكينة لولاجي مداخلة قيمة، بعنوان: في الحاجة إلى التنوير، قراءة في مقالة كانط: إجابة عن سؤال ما التنوير؟ وقد حاولت الوقوف عند أسس التنوير في الفلسفة الكانطية، المتمثلة في بالخصوص في خروج الإنسان من حالة القصور و الوِصَايَةِ إلى حالة الحرية واستعمال الإنسان لعقله الخاص.

وختمت المداخلات بمداخلة الأستاذ الدكتور "ابراهيم المنصوري" الذي يشتغل أستاذا للتعليم العالي، بجامعة القاضي عياض، كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، بمراكش. وقد عنون مداخلته ب: "دولة ما بعد الحداثة ومسألة التعليم والتعلم، حالة المغرب نموذجا". والتي حاول فيها الوقوف عند عدة مفاهيم كمفهوم الدولة ومفهوم الحداثة، وأيضا أزمة التعليم في الدول العربية واسبابها.

بعد انتهاء المداخلات، فتح باب النقاش، وقد خصص أول تدخل للضيف محب الفلسفة والمهتم بالدرس الفلسفي وقضاياه المعرفية والديداكتيكية الأستاذ كمال صيدقي. وقد انصب تدخله حول مفارقات الدرس الفلسفي، حيث أشار إلى الإختلاف الحاصل بين رهانات الدرس الفلسفي وأجرأة تلك الرهانات. كما أشار إلى ضرورة أرضنة الفكر الفلسفي وتفعيله في المؤسسات التربوية من خلال الأنشظة التربوية الموجهة لمتعلمين.

إضافة إلى تدخل الأستاذ كمال صيدقي، تفاعل المتعلمون والأطر التربوية والإدارية إيجابيا مع الندوة، عبر طرحهم لمجموعة من التساؤلات المتعلقة بالدرس الفلسفي، من قبيل التساؤل عن مشكلة الحفظ ومشكلة الكتب التجارية التي تسيء إلى الفكر الفلسفي.

لتختتم الندوة بأخذ صور تذكارية ما ينم عن نجاح الندوة في بلورة الفكر الفلسفي القائم على الحوار والإحترام والإنفتاح على الآخر.