القائمة الرئيسية

الصفحات

مفهوم الغير - تقديم المفهوم


مفهوم الغير                                                            إنجاز: ذ. المغراوي محمد

تقديم المفهوم
لا خلاف في أن الإنسان باعتباره كائنا اجتماعيا يظل في حاجة إلى الأخر/ الغير. إلا أن الغير كمفهوم فلسفي لم يتبلور باعتباره آخر، مختلفا إنسانيا، وبوصفه مشكلة فلسفية، إلا في الفلسفة الحديثة، وبصفة خاصة مع فلسفة هيجل. فقبل هيجل كانت الإشكالات الفلسفية تنصب على مفهوم الأنا كذات متفردة ومتميزة، والمثال على ذلك نجده في الفلسفة الديكارتية، التي اعتبرت وجود الأنا وجودا حقيقيا، بينما لم تنظر إلى الآخر إلا كجسم، وككائن مختلف عن الأنا فقط.

وقبل الخوض فيما يطرحه الغير كمفهوم فلسفي، لابد من التأكيد على أن دلالته لم تتحد بدقة إلا من ناحية دلالته الفلسفية، فمن الناحية المعجمة سواء العربية أو الفرنسية يقترن لفظ الغير بلفظ الآخر، وهذا الأخير يتصف بالعمومية، حيث يشير إلى الإنسان والشيء. لكن من حيث الدلالة الفلسفة فالغير هو آخر الأنا، منظورا إليه ليس بوصفه موضوعا، بل بوصفه أنا آخر، وبعبارة أوجز، وكما يقول جون بول سارتر فالغير هو الآخر، الأنا الذي ليس أنا ولست إياه.

أما بخصوص ما يطرحه مفهوم الغير من إشكالات، فالغير يطرح من بين ما يطرحه من إشكالات ثلاث إشكالات فلسفية، أحدها إشكال أنطولوجيٌ والآخر ابستمولوجيٌ والثالث قيميٌ. أما بخصوص الإشكال الأنطولوجي فيتعلق بأهمية الغير وضرورتة وجوده، وإن كان وجوده ضروريا لتدرك الذات ذاتها وتتعقل وجودها. أما بخصوص الإشكال الإبستمولوجي (المعرفي) فيتعلق بإمكانية معرفة الذات للغير من عدم إمكانيتها، وإن كانت معرفته تتم بنفس الكيفية التي تتم بها معرفة الإشياء باعتبارها أشياء خارجية لا تتصف بالوعي والحرية. أما بخصوص الإشكال القيمي فمفهوم الغير يطرح إشكال العلاقة بينه وبين الذات، أي نوعية العلاقة التي تربط الأنا والأنا الأخرى.

كل تلك الإشكالات يمكن أن نترجمها إلى التساؤلات التالية:
ü    هل وجود الغير ضروري لتحقق الذات وعيها بذاتها ولتدرك وجودها، أم أن وجود الغير مجرد وجود افتراضي، ولا حاجة للغير في وعي الذات بذاتها وإدراكها لوجودها؟
ü    هل معرفة الأنا للغير معرفة ممكنة أم مستحيلة؟ وإذا كانت ممكنة فهي هي معرفة نسبية تقوم على التخمين، أم معرفة يقينية؟ وهل معرفة الغير تتم عبر النظر إليه كذات أم تتم عبر النظر إليه كشيء خارجي؟
ü    على أي أساس تقوم العلاقة بين الذات والغير؟ هل تقوم على الصداقة كفضيلة، أم ثقوم على الصراع كضرورة من أجل أن تحقق الذات الإعتراف بها؟

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق